صفحات الموقع

البلاء يعلمنا الثقة بالله تعالى

يقول الله تعالى:
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ,  
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ , 
أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}  البقرة/155-156

                                                                                                                   
الإنسان منذ أن يولد إلى آخر لحظة في حياته يعاني من شدائد الحياة الممزوجة باللذات والآلام:
- فقد خلق منذ اللحظة الأولى في شدة ومشقة , فقال تعالى : { لقد خلقنا الإنسان في كبد }
- ثم تتوالى عليه المصائب وأنواع من البلاء والشدائد , وكلما كبر تزداد المسؤولية ..
وتزداد معها المشقات المتنوعة ويتلون البلاء بعدة أنواع منها : خوف , جوع , فقر , نقص الثمرات , موت .... كما قال تعالى ينبهنا إلى هذا الأمر :

    { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }

والسؤال : لماذا كل هذه الأنواع من البلاء ؟؟؟

ليعلمك الله تعالى أنه مهما حدث لك , ومهما تعرضت لمثل هذه المصائب , لا تفقد ثقتك بالله تعالى والتوكل عليه .
                { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }

لذلك وصف الله تعالى هؤلاء الصابرين الواثقين بالله أنهم عندما اشتد عليهم البلاء قالوا : إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ

فهذا سيدنا ابراهيم عليه السلام :
تعرض لامتحان قاسٍ يفقد فيه حياته , حيث قام المشركون وجمعوا حطباً مدة شهر كامل , ثم أوقدوها حتى وصلت ألسنة اللهب إلى الفضاء , وجاؤوا بالمنجنيق ووضعوا هذا النبي الكريم فيه ليقذفوه في النار , 
يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
{ آخر كلمة قالها إبراهيم حين ألقي في النار حسبي الله ونعم الوكيل }  
أي: يكفيني الله .. هو وكيلي وحفيظي وثقتي الذي أثق به وألتجئ إليه

نزل جبريل وإبراهيم ما بين الهواء والنار فقال : ألك حاجة ؟ قال : أما إليك فلا , قال : فاسأل الله , قال : علمه بحالي يغنيه عن سؤالي . فنادى الله تعالى النار  {يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم  }

وتعرض لابتلاء ثانٍ كبير :
حيث أمره الله تعالى أن يضع زوجته هاجرمع ابنها اسماعيل بوادٍ في مكة ليس فيه زرع ولا ماء , ولا أنيس ولا جليس , ففعل هذا , ثم ودعها ذاهباً فقالت يا إبراهيم : أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي ؟ وهو لا يلتفت إليها , قالت : يا إبراهيم آلله أمرك بذلك ؟ قال : نعم ,
قالت : ( إذاً الله لا يضيعنا )
لم يدخل على قلبها هم ولا حزن , ولم يستبد بها خوف ولا وجل , لثقتها الكبيرة بالله تعالى .

فمهما اشتدت المصائب , ومهما اشتد بك البلاء .... كن على ثقة كبيرة بالله تعالى , عالية  , ولا تهتز أبداً .


 الأستاذ حسام حسن كيوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق