صفحات الموقع

لماذا سمي يوم الجمعة بهذا الاسم ؟

 يُقال إن هذا اليوم كان يُسمى في الجاهلية بـ " يوم العُروبة " [1]  
ونقل ابن حجر الاتفاق على ذلك . 
ثم سُمِّي قبيل الإسلام بـ " يوم الجمعة "، سمَّاه بذلك كعب بن لؤي،
فكانت قريش تجمع إليه فيه، فيخطبهم ويعظهم،
وقيل : لم يسم بيوم الجمعة إلا بعد الإسلام .


أما سبب التسمية فتعددت الأقوال فيه :
سُميت الجمعة جمعة لأنها مشتقة من الجَمْع ، لاجتماع الناس في الصلاة ، فإن أهل الاسلام يجتمعون فيه كل أسبوع مرة في المسجد ...
وقد أمر الله المؤمنين بالاجتماع لعبادته فقال  : 
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ الجمعة:9
أي اقصدوا هذا اليوم ذكر الله وعبادته وتعظيمه وتقديسه .

وهناك عدة أقوال لهذه التسمية :

•  قيل : لأن الله تعالى جمع فيه خلق آدم  عليه السلام :
فقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : لأي شيء سُمِّي يوم الجمعة؟ قال:
(لأن فيها طُبعت طينة أبيك آدم، وفيها الصعقة والبعثة، وفيها البطشة، وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله فيها استُجيب له) [2] 

•  وقيل: لاجتماع الناس فيها في المكان الجامع لصلاتهم[3] .

•  وقيل: لأن الله تعالى جمع فيه آدم مع حواء في الأرض.

•  وقيل: لما جُمع فيه من الخير [4] 

وهناك أقوال أخرى تستند إلى أحاديث لم تثبت ، ولكن لا مانع أن تكون كل هذه الأشياء سببًا للتسمية، والله أعلم.

وقال ابن حجر :
إن أصح الأقوال في سبب تسميته بيوم الجمعة أن خلق آدم وجُمِع فيه .
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« أَضَلَّ الله عَنِ الْجُمُعَةَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا. فَكَانَ للْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ. وَكَانَ لِلنَّصَارَىٰ يَوْمُ الأَحَدِ. فَجَاءَ الله بِنَا. فَهَدَانَا اللّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ. فَجَعَلَ الْجُمُعَةِ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ. وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهِلِ الدُّنْيَا. وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ »رواه مسلم

وهو اليوم الذي جُمع فيه الخلق وكمل، وهو اليوم الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين للحساب والجزاء.

----------------------------------------------------------------------------

[1]  وينظر أيضًا: المحلى 5/45، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي 18/97، وفتح الباري 2/353، والإنصاف 2/364، ونيل الأوطار 3/222 , فتح الباري 2/353.
 [2] أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/311 من حديث أبي هريرة وقال ابن حجر في فتح الباري 2/353: " ذكره ابن أبي حاتم موقوفًا بإسناد قوي، وأحمد مرفوعًا بإسناد ضعيف"، وقال الأرنؤوط في تخريجه في هامش زاد المعاد 1/392: " وفي سنده الفرج بن فضالة، وهو ضعيف وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من أبي هريرة "، انظر : فتح الباري 2/353. و نيل الأوطار 3/222.
 [3] جزم به ابن حزم في المحلى.
[4]  تنظر هذه الأقوال وغيرها في: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 18/97، وفتح الباري 2/353، والإنصاف 2/364، وكشاف القناع 2/20 - 21، ونيل الأوطار 3/222 - 223.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق