صفحات الموقع

الوحدة يا أمة الإسلام

يقول الله تعالى:
( وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ
وَٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً
وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا
كَذٰلِكَ يُبَيّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءايَـٰتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) 

سورة آل عمران/103
إن الله تعالى جعل لكل شيء سبباً , وربط الأسباب بالمسببات ...
وطلب منا أن تتعلق قلوبنا بالله وحده لا بالأسباب لأن الأسباب وسيلة ....
فأنت عندما تجوع تأكل , فالأكل سبب للشبع , ولكن الله تعالى هو الذي وضع خاصية الشبع في الطعام , فأنت تعتمد على الله لا على الطعام . وِكذلك عندما تعطش فتشرب....

واليوم نتحدث عن أهم سبب ينبغي أن تأخذه الأمة لتنتصر عندما تضعف ويتكالب عليها العالم :
إنه الوحدة ...
لابد أنت تتحد الأمة لتنتصر أمام جبروت الطغاة ... أمام المؤامرات التي تحاك ضدها ؟؟؟
لذلك وجه الله تعالى إلينا جميعاً نداء لا ينبغي أن نغفل عنه , لأن فيه وجودنا فقال :
( وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ )

وعندما يخاطبنا الله في كتابه فهو يخاطبنا بصيغة الجماعة
( يا أيها الذين آمنوا )  
( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )

وجعل الله تعالى الخلاف والنزاع أول طريق لدمار الأمة فقال :
 ( يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ , وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَـٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ
وَٱصْبِرُواْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ ) الأنفال/45، 46

بل إن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حذرنا من كل أمر يؤدي لتفرقتنا :

  - نهانا عن الحسد والتباغض و...
قال النبي صلى الله عليه وسلم : 
( لا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ)  رواه مسلم

  -  وأن لا نهجر بعضنا بعضاً :
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : 
 (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار ) رواه أبو داود

من هذا المنطلق :
ينبغي أن نكون يداً واحدة وخاصة في وقت الشدائد
فإذا جاءك من يغتاب أو ينم عن ( صديقك أو جارك , قريبك , أو زميلك في العمل ... ) أو ينال من عرضه , اقطع لسانه ولا تسمح له أن يتجرأ على أي مسلم , من كان ومهما كان هذا المسلم ؟؟؟
أنت أخي ، وأنا أخوك ..
دمك دمي، وعرضك عرضي، ومالك مالي، وفرحك فرحي، وحزنك يؤلمني، أنا بك وأنت بي، بعضنا لبعض كالبنيان المرصوص .. تفرحني طاعتك .. فأبتهج بها ، وتحزنني معصيتك .. فأتألم وأتوجع من تقصيرك .
أخوتنا بالعقيدة والدين ، وهي أعظم من أخوة الدم .
أنت أخي وأنا أخوك .. أي أنا في خدمتك .. أقضي حاجتك .. أقف معك عند مصائبك ..

أكبر مصيبة ابتلينا بها في هذا الزمان : أن كل واحد منا يفكر في نفسه ولا يفكر بالآخرين
قال النبي صلى الله عليه وسلم : 
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )

إن كثيراً من السلف كان يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم ، اغتناماً لأجر ذلك ، منهم عامر بن عبد قيس ، وعمرو بن عتبة بن فرقد ، فأحد الصالحين اشترط على إخوانه في السفر أن يخدمهم ، فكان إذا رأى رجلاً يريد أن يغسل ثوبه ، قال له : هذا من شرطي ، فيغسله ، وإذا رأى من يريد أن يغسل رأسه ، قال : هذا من شرطي ، فيغسله . فلما مات وهم يغسلونه نظروا في يده ، فوجدوا مكتوباً بين اللحم والجلد : من أهل الجنة .
فهل وصلنا إلى هذه المرتبة ؟؟! 
هذه هي الأخوة ... هكذا تنتصر الأمة .. عندما نفكر بالآخرين .

قال النبي صلى الله عليه وسلم :
 ( أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجه أحبّ إلي من أن أعتكف في المسجد شهرًا، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم القيامة يوم تزل الأقدام  ) ابن أبي الدنيا والطبراني

يجب أن نفكر بالآخرين , ونضع لهم الأعذار , ونصبر على أذاهم .
( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا .. ) الكهف  

ونتعامل مع المسلمين برفق :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على سواه ) مسلم

والله لو كنا نفكر بالآخرين لقصر علينا الطريق , ويستحيل أن يتآمر طاغية على أمتنا

سيدنا عبد الله بن أبي حذافة السهمي رضي الله عنه عندما أسره ملك الروم .... القصة .....فطلب الملك منه أن يقبل رأسه فيطلق سراحه , فرفض الصحابي ذلك وقال (وهنا موضع الشاهد) : بل أنا وجميع أسرى المسلمين !!! فقبل الملك ... ففعل ... ثم عاد إلى المدينة فاستقبله سيدنا عمر رضي الله عنه ونادى بالمسلمين وقال: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله , وها أنا أولكم وقام رضي الله عنه .
لم يفكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه أبداً بل فكر بالآخرين .

أ . حسام حسن كيوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق