النخلة شجرة مباركة عظيمة النفع،
ولا يوجد شيء من
إنتاجها حتى أشواكها إلا ولها استخدامات..
لذلك استحقت الذكر في القرآن الكريم أكثر من عشرين
مرة
وفي السنة المطهرة كثيراً ما ذكرت
حتى أن جذع
النخلة بكى حزناً على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد ورد في البداية والنهاية لابن كثير وروى
الإمام أحمد بن حنبل وذكر البخاري في غير موضع من صحيحه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم الجمعة
يسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد يخطب الناس فجاءه رومي وقال : ألا أصنع لك
شيئاً تقعد عليه كأنك قائم ؟ فصنع له منبراً درجتين ويقعد على الثالث ، فلما قعد
نبي الله على المنبر خار كخوار الثور ـ أي الجذع ـ ارتج لخواره المسجد حزناً على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل إليه رسول الله من المنبر فالتزمه وهو يخور
فلما التزمه سكت ثم قال : والذي نفس محمد بيده لو لم التزمه مازال هكذا
حتى يوم القيامة حزناً عليه
لنتعرف على الأمور المدهشة في هذه الشجرة المباركة :
النخل(1):
هو أول شجرة استقرت على وجه الأرض، وهي شجرة مباركة لا توجد في كل مكان.
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكرموا عماتكم
النخل"(2).
ولماذا سميت عمتنا ؟
لأنها
خلقت من فضلة طينة آدم عليه السلام،
ولأنها
تشبه الإنسان من حيث استقامة قدها وطولها وامتياز ذكرها من بين الاناث، واختصاصها
باللقاح(3) ،
ورائحة طلعها كرائحة المني. ولطلعها غلاف كالمشيمة التي يكون الولد فيها. ولو قطع
رأسها ماتت، ولو أصاب جمارها آفة هلكت.
والجُمار(4)
من النخلة كالمخ من الإنسان، وعليها الليف كشعر الإنسان،
وإذا
تقاربت ذكورها وإناثها حملت حملاً كثيراً لأنها تستأنس بالمجاورة.
وإذا
كانت ذكورها بين إناثها ألقحتها بالريح، وربما قطع إلفها من الذكور فلا تحمل،
لفراقه،
وإذا
دام شربها للماء العذب تغيرت،
وإذا
سقيت الماء المالح أو طرح الملح في أصولها حسن ثمرها.
ويعرض لها أمراض مثل
أمراض الإنسان , منها :
الغم : وعلاجه
أن يقطع من أسفلها قدر ذراعين ثم تخلل بالحديد.
والعشق: وهو أن تميل شجرة إلى أخرى ويخف حملها وتهزل، وعلاجها أن يشد بينها وبين معشوقها الذي مالت إليه بحبل أو يعلق عليها سعفة منه، أو يجعل فيها من طلعه.
والعشق: وهو أن تميل شجرة إلى أخرى ويخف حملها وتهزل، وعلاجها أن يشد بينها وبين معشوقها الذي مالت إليه بحبل أو يعلق عليها سعفة منه، أو يجعل فيها من طلعه.
ومن أمراضها منع الحمل: وعلاجه
أن تأخذ فأساً وتدنو منها وتقول لرجل معك: أنا أريد أن أقطع هذه النخلة لأنها منعت
الحمل، فيقول ذلك الرجل: لا تفعل فإنها تحمل في هذه السنة، فتقول: لا بد من قطعها.
وتضربها ثلاث ضربات بظهر الفأس، فيمسكها الآخر ويقول: بالله لا تفعل فإنها تثمر في
هذه السنة فاصبر عليها ولا تعجل وإن لم تثمر فاقطعها. فتثمر في تلك السنة وتحمل
حملاً طائلاً.
ومن أمراضها سقوط الثمرة بعد الحمل : وعلاجه أن يتخذ لها منطقة من الأسرب
فتطوق به فلا تسقط بعدها، أو يتخذ لها أوتاداً من خشب البلوط ويدفنها حولها في
الأرض.
ومن عجيب أمرها :
أنك إذا أخذت نوى تمر من نخلة واحدة وزرعت منها
ألف نخلة، جاءت كل نخلة منها لا تشبه الأخرى.
قال صاحب كتاب الفلاحة(5) :
إذا
نقعت النوى في بول البغل وزرعت منها ما زرعت جاءت نخله كلها ذكوراً .
وإن
نقعت النوى في الماء ثمانية أيام وزرعته جاء بسره كله محمراً؛
وإن
نقعت النوى في بول البقر أياماً وجففته ثلاث مرات وزرعته جاءت كل نخلة تحمل حملاً
قدر نخلتين ،
وإذا
أخذت نوى البسر الأحمر وحشوته في ثمر الأصفر وزرعته جاء بسره أصفر، وكذلك بالعكس،
وكذلك فلاحة النوى المتطاول والنوى المدور.
وكيفية غرسه أن تجعل طرف النوى الغليظ مما يلي الأرض وموضع النقير إلى جهة القبلة.
وكيفية غرسه أن تجعل طرف النوى الغليظ مما يلي الأرض وموضع النقير إلى جهة القبلة.
وحكي أن بعض الرؤساء أُهدي له عذق واحد فيه بسرة حمراء وبسرة صفراء.
وحكي
أن قرية بنهر معقل كانت نخلها تخرج الطلع(6) في السنة مرتين.
وحكي
أن بالسكن من أعمال بغداد نخلة تخرج كل شهر طلعة واحدة على ممر السنين.
وكان
في بستان(7) ابن الخشاب بمصر نخلة
تحمل أعذاقها، في كل عذق بسرة، نصفها أحمر ونصفها أصفر، والأعلى أحمر، والأسفل
أصفر؛ والعذق الآخر بالعكس: الفوقاني أصفر والتحتاني أحمر.
وعن بعض ملوك الروم أنه كتب إلى عمر بن الخطاب(8) رضي الله عنه: قد بلغني أن ببلدك شجرة تخرج ثمرة كأنها آذان الحمر، ثم تنشق عن أحسن من اللؤلؤ المنظوم، ثم تخضر فتكون كالزمرد، ثم تحمر وتصفر فتكون كشذور الذهب. وقطع الياقوت، ثم تينع فتكون كطيب الفالوزج، ثم تيبس فتكون قوتاً وتدخر مؤونة، فلله درها شجرةً وإن صدق الخبر فهذه من شجر الجنة. فكتب إليه عمر رضي الله عنه: صدقت رسلك، وإنها الشجرة التي ولد تحتها المسيح وقال: إني عبد اللّه فلا تدع مع اللّه إلهاً آخر .
ووصف خالد بن صفوان(9) النخل فقال:
هي
الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل، الملقحات بالفحل، المعينات كشهد النحل،
تخرج أسفاطاً(10) غلاظاً وأوساطاً
كأنها ملئت حللاً ورياطاً(11)، ثم تنشق عن قضبان
لُجَيْن(12) وعسجد(13) كالشذر المنضد، ثم
تصير ذهباً أحمر بعد أن كانت في لون الزبرجد. ومن خواص النخلة أن مضغ خوصها يقطع
رائحة الثوم وكذلك رائحة الخمر. شعر:
كأن
النخيل الباسقات وقد بدت
|
لناظرها
حسناً قباب زبرجد
|
|
وقد
علّقت من قلبها زينةً لها
|
قناديل
ياقوتٍ بأمراس عسجد
|
البحث منقول من مخطوط
خريدة العجائب وفريدة الغرائب
سراج الدين ابن الوردي
([1] ) البلح والتمر من الأطعمة سهلة الهضم سريعة الامتصاص
والتي تمد الإنسان سريعاً بالطاقة مع احتوائها على الدهن والبروتين والمعادن
والألياف والماء،
تستعمل جذوع النخيل في أعمال البناء والنجارة وفي أغراض شتى لا
تخفى علينا جميعاً بالمنطقة العربية ، تستعمل الأوراق في تسقيف المنازل وعمل
الأسيجة وأكشاك الظل ، والسلال وفي عمل حشوات جيدة (الكارينة) للكراسي ، كما يدخل
في صناعة الورق
تستخدم الثمار في صناعة
السكر الأبيض (سكروز) والعسل الأسود (الدبس) ،
تستخدم الأزهار في صناعة ماء اللقاح
المعروف والمنتشر في دول الخليج ،
تستخدم أوراق وجذوع وبقايا تقليم النخيل في
الوقود وعمل السماد البلدي.
و للتمر العديد من المنافع والاستخدامات الطبية : القضاء
علىالإمساك ، معالجة البواسير ، معالجة التهاب القولون ، الوقاية من مرض السرطان ،
علاج ارتفاع ضغط الدم ، يعالج التسمم الغذائي ، يعالج مرض البلاجرا ، يعالج حساسية
الجلد ، يستخدم في علاج الدوار ( أنظر : نظمي خليل أبو العطا ، آيات معجزات من
القرآن وعالم النبات ) .
([2] ) قال صلى
الله عليه وسلم " أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم
" ، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم
ابنة عمران، فأطعموا نساءكم الولد الرطب، فإن لم يكن رطب فتمر.
رواه أبو نعيم والرامهرمزي في
الأمثال عن على مرفوعا،
وأخرجه أبو يعلى في مسنده عن ابن عباس، لكن بلفظ نزلت بدل
ولدت، وبلفظ فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم، وليس من
الشجر يلقح غيرها ،
وأخرجه عثمان الدارمى بلفظ أطعموا نفساءكم الرطب، فإن لم يكن رطب
فالتمر، وهي الشجرة التي نزلت مريم ابنة عمران تحتها، وفي سنده ضعف وانقطاع، وفي صفحة195 خبر مَن كان طعامها في نفاسها تمرا جاء
ولدها حليما،
ورواه في الإصابة بلفظ أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من
الطينة التي خلق منها آدم، قال: وفي سنده ضعف وانقطاع انتهى.
وقال في الدرر رواه أبو يعلى وأبو
نعيم عن ابن عباس بسند ضعيف بلفظ أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من
الطين الذي خلق منه آدم، وفي لفظ لهما عن ابن عباس أيضا بلفظ: أكرموا النخلة
فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم. .
([8] ) عمر رضي
الله عنه ( 40 ق هـ - 23 هـ) هو عمر بن
الخطاب بن نفيل ، عبد العزَّى القرشي العدوي ، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40
عام قبل الهجرة ) أبو حفص الفاروق . عُرف في شبابه بالشـدة
والقـوة ، وكانت له مكانة رفيعـة في
قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه
قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم
أو بينهم و بين غيرهم وأصبح الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل
، صاحب رسول الله صلي الله علية وسلم ، وأمير المؤمنين ، ثاني الخلفاء الراشدين .
كان النبي صلي الله عليه وسلم يدعو الله ان يعز الإسلام بأحد العمرين ، فاسلم وهو
. وكان إسلامه قبل الهجرة بخمس سنين ، فأظهر المسلمون دينهم . ولازم النبي r ، وكان أحد
وزيريه ، وشهد معه المشاهد . بايعه المسلمون خليفة بعد أبي بكر ، ففتح الله في
عهده اثنا عشر ألف منبر. وضع التاريخ الهجري . ودون الدواوين . قتله أبو لؤلؤة
المجوس وهو يصلي الصبح .[ الأعلام للزركلي 5/204 ؛ وسيرة عمر بن الخطاب للشيخ علي
الطنطاوي] .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق