لماذا أرشدنا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أن نغسل أيدينا قبل وبعد
الطعام ؟؟
ما السرّ في ذلك ؟
يستحب
للمسلم غسل اليدين قبل الطعام وبعده لحديث سلمان الفارسي رضي الله عنه أن رسول الله
عليه الصلاة والسلام قال :
"بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده" (1)
وقد
فسر العلماء وضوء الطعام بغسل اليدين.
وعن
أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول:
" من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غذاؤه وإذا
رفع" رواه ابن ماجة والبيهقي.
وعن
أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال :
"من نام وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومنَّ إلا
نفسه"(2)
والغمر
: ريح اللحم وزهومته.
وعنه
أيضاً عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله
:
"إن الشيطان حساس لحّاس فاحذروه على أنفسكم من بات وفي يده
غمر فأصابه شيء فلا يلومنَّ إلا نفسه"(3)
وعن
أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله:
" من بات وفي يده ريح غمر فأصابه وضح فلا يلومنَّ إلا
نفسه"(4)
والوضح
: البرص.
ولا تخفى الحكمة
الصحية من هذا الهدي النبوي(5) :
ففي
حياة الإنسان اليومية كثيراً ما يصافح شخصاً مريضاً أو حاملاً لجراثيم ممرضة أو
يلمس أشياء ملوثة بجراثيم خطيرة فهو يجلس لطعامه غير عالم أن بين أنامله خطراً
كامناً ينتظر ذلك الطعام فيلوث لقمة يبتلعها ليصاب بذلك المرض ، وأكثر الأمراض
انتشاراً عن ذلك الطريق هي الكوليرا والتيفوئيد والزحار .
هذا
وإن الجلد(6) يحتوي على سطحه على أثلام وأخاديد ، وإن
ما يفرزه من دهن وعرق يساعد على التصاق تلك الجراثيم وبيوض الطفيليات بالجلد
وحفظها بين ثناياه.
ويأتي
الهدي النبوي بالأمر بغسل اليدين قبل الطعام متوافقاً مع بديهيات الطب الحديث
الوقائي ليسلم طعامه من عوامل التلوث والمرض .
أما غسل اليدين بعد
الطعام :
فلأن
بقاياه التي تلوث الأنامل يمكنها إذا بقيت أن تتفسخ وأن تشكل ضمن حرارة الجسم
وسطاً ملائماً لتكاثر الجراثيم واستحالتها إلى خطر داهم وهذا الخطر هو الذي حذر
منه النبي عليه الصلاة والسلام في كثير من أحاديثه التي أوردناها.
ويعلق د.الراوي(6) على قوله عليه الصلاة والسلام :"من أراد أن يكثر خير بيته" :
إن
غسل اليدين قبل الطعام يدخل البركة على الإنسان كما قال الصادق المصدوق عليه
الصلاة والسلام , وأن البركة هنا هي _بركة العافية_ وهي الكنـز الذي لا يفنى
والكرم الإلهي الذي لا يقدر بثمن .
وأن
غسل اليدين قبل الطعام إجراء حاسم للوقاية من الفقر كما ورد في الأثر" الوضوء قبل الطعام بركة وينفي الفقر وبعده ينفي
اللمم"(1)
_________________________________________________
(1)
رواه أبو داود والترمذي ،ضعَّفه
الأرناؤوط ، ورفعه الحافظ المنذري إلى مرتبة الحسن.
(2)
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن ،
وصحَّحه ابن حبان.
(3)
رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح
الإسناد ، ورواه البغوي بسند آخر وحسَّنه. وقال الأرناؤوط حديث حسن بشواهده.
(4)
رواه الطبراني بإسناد حسن (الحافظ
المنذري).
(5)
صحيح الجامع الصغير وزيادته : ناصر
الدين الألباني.
(6)
الوجيز في الطب الإسلامي : د. هشام
الخطيب ،دار الأرقم ، عمان 1985.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق