ما أخطر هذا السؤال ؟؟!! وما أثقله على قلوبنا
عندما تكبر وتتباطأ الحياة امامك .. وتتغير نظرتك لكل شيء وأنت تقبل إلى حياة الآخرة
كيف ينبغي أن تنتهي حياتي .. في أرذل العمر .. في آخره
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
{ اِغتَنِمْ خمسًا قَبلَ خمسٍ: شَبَابَكَ قَبلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبلَ فَقرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبلَ شُغلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبلَ مَوتِكَ } أخرجه الإمام أحمد والبيهقي وصحَّحه الحاكم ووافقَه الذهبيّ
كلمة رائعة:
من كان في شبابه مع الله عز وجل ، يهيئ الله سبحانه وتعالى له شيخوخةً متألقة
كلمة (أرذل العمر) ؟؟؟!!
الكلمة التي أرقت الكثيرين , وشغلتهم , وجعلتهم يفكرون كثيراً ..
ماذا تعني ؟ ما مدلولاتها ؟؟
أرذل العمر = الشيخوخة
الرجل الذي عاش مع الله تعالى في مفاصل حياته وشبابه , ففي أرذل العمر الله سبحانه وتعالى أعظم وأكرم من أن يجعل شيخوخته ذليلةً مهانة ، كل شيء بحسابه .
يوجد أشخاص بالتسعين يتألقون ، يتمتعون بكامل قواهم , رجل عمره تسعين سنة ، قال : أجريت تحاليل كاملة كلها طبيعية ، ذاكرة قوية ، جسم كامل ، ثم قال : والله ما أكلت قرشاً حراماً في حياتي ولا فعلت الحرام .
كلكم تريدون شيخوخة راقية ، متألقة ، لا يوجد فيها خرف ، فقر ، إهانة ، الله عز وجل إذا كرم عبد يجوز أول حياته يضيق عليه لكن بآخر حياته يعطيه بحبوحة ، وكلما تقدم به السن لا يوجد عنده إمكان أن يعمل مثل الشباب ، فالله عز وجل من تكريم الله للإنسان في وقت ضعفه يوفر له رزقاً حسناً يكفيه ويغنيه ، أنت عندما تمضي هذا الشباب في طاعة الله ماذا تنتظر من الله ؟ تنتظر من الله كل خير ، كل إكرام ، كل عطاء
زارني شخص قال لي : كم تقدر عمري ؟ أنا قدرت ستين سنة ، قال ستة وسبعون ، وقال : أنا مثل الحصان ، أثناء الحديث سألته عن عمله ، كان موظف وفي منطقة حساسة جداً وممكن أن يكون معه مئات الملايين من خلال عمله ، قال لي : والله ما أكلت قرشاً حراماً في حياتي وما آذيت إنساناً .
يوجد قوانين ثابتة في الحياة لا بد أن ندركها :
لم تأكل قرشاً حراماً , لم تؤذي عبداً من عباد الله ، لم تستغلهم أو تتسلط على أموالهم ، بل خدمتهم ، نصحتهم ، رحمتهم ، يقول الله تعالى لك : وأنا سأرحمك ، وأنا سأعلي قدرك ، سأرفع مكانتك ، ســأهيئ لك كل العيش الكريم ، لـه مكانته ، وبيته ، وأولاده ، وأصهاره ، ومركبته ومصيف ، عاش معززاً مكرماً .
أئمة كبار عاشوا أقل من خمسين سنة ، تركوا آثاراً علمية لا تنقضي فائدتها إلى يوم القيامة .
الإمام النووي عاش أقل من خمسين سنة ، ترك رياض الصالحين ، و شرح الإمام مسلم ، و بغية المحتاج ، ترك كتباً بالفقه ، و الحديث ، و التفسير لا يعلمها إلا الله ،
بعض العلماء يُقال أن النووي ترك مؤلفات عدد صفحاتها لو قسمت على عمره لكان كل يوم يكتب تسعين صفحة ،
الله وفقهم ، وطرح البركة في أوقاتهم ، لذلك حينما تستغل الوقت يطول العمر ، العمر الزمني عمر تافه جداً ، عاش تسعين سنة، مئة وعشر سنوات ، ثمانين ، سبعين ، ستين ، العبرة ماذا فعلت في هذا العمر ؟ ماذا قدمت للمسلمين ؟ ما الأثر الذي تركته :
هل علمت العلم ؟ هل أنفقت المال ؟ هل رعيت الأيتام؟ ماذا فعلت في الدنيا ؟ و لكن يا عبدي ماذا فعلت من أجلي ؟ يا ربي أكلت و شربت و تنعمت في الحياة الدنيا ، تزوجت ، أنجبت أولاداً أصبحوا أطباء ، و مهندسين ، و لكن لا يوجد فيهم دين يا رب ، لكن أنا درستهم ، هذا كلام لا يقال يوم القيامة ، ينبغي أن تُسأل عن عملك !!!
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ قَال: َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
{ لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ،وَعَنْ عِلْمِهِ مَا فَعَلَ بِهِ ،وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاهُ } الترمذي والدارمي
تحويل كود إخفاء محول الأكواد الإبتسامات إخفاء