والسماء ذات الرجع


يتألف الغلاف الجوي الذي يحيط بنا من طبقات لكل طبقة عملها ووظيفتها. وقد استفاد الإنسان من الخصائص التي أودعها الله في ثنايا هذا الكون. وربما يكون من أهم خصائص القرن الواحد والعشرين الذي نعيشه اليوم هو ما يسمى بالاتصالات الرقمية والتي تشهد تطوراً عظيماً كل يوم. ولكن السؤال:

كيف يتم نقل المعلومات على سطح الكرة الأرضية بحيث تغطي كل أجزائها؟

يوجد في الغلاف الجوي طبقات متأيِّنة كهربائياً (مكهربة)
ميزتها أننا عندما نرسل موجة لاسلكية باتجاهها فإنها تنعكس وترتد تماماً كما يرتد الشعاع الضوئي إذا اصطدم بالمرآة العاكسة،
إذن هذه الطبقات تعمل عمل المرايا العاكسة لهذه الأمواج.
وفوق هذه الطبقات هنالك طبقات مغنطيسية تحيط بالأرض من كل جانب مهمة هذه الطبقات عكس وإرجاع الأشعة الكونية القاتلة والقادمة من الفضاء باتجاه الأرض، فتعكسها وتبددها في الفضاء.

أما أقرب طبقات الغلاف الجوي إلى الأرض فإن لها خصائص مهمة جداً، فهي تعكس حرارة الأرض ولا تتركها تتبدد في الفضاء. وهذا يحافظ على معدل ثابت لدرجات الحرارة على الكرة الأرضية.
إذن الصفة المميزة للسماء هي إرجاع أو عكس الأمواج على اختلاف أنواعها.
وهذه الميزة لم تكتشف إلا حديثاً، بل في كل يوم يكشف العلم جديداً يتعلق بهذه الخاصية، وهي خاصية الانعكاس والتي سماها القرآن بالرَّجع.
والعجيب أننا نجد في القرآن العظيم حديثاً عن هذه الصفة وأنها صفة مميزة للسماء يقول تعالى: (والسماء ذات الرجع) الطارق:11

فإذا أرسلت إلى السماء أمواجاً كهرطيسية إنها ترجع، ويقوم البث اليوم على هذا المبدأ, كما أن إذا صعد بخار الماء إلى السماء يرجع أمطاراً
قال ابن عباس : الرجع : المطر . وعنه : هو السحاب فيه المطر .
وقال قتادة : ترجع رزق العباد كل عام ، ولولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم .

سبحان الله العظيم
خلق فأبدع وأدهش العقول وكلنا لأمره خاضعون
رضينا ربنا بك رباً


شكرا لك ولمرورك
أدخل إلى صفحتنا : روائع الفكر والعلم